وكالة وجريدة بيت العرب الاخباريه الدولية .. المقالات .. و اختارت الأمومة

أسم الموقع : وكالة وجريدة بيت العرب الاخباريه الدولية

عنوان الصفحة
و اختارت الأمومة
محتوى الصفحة

قصة بقلمي حسيبة طاهر / كيبك كندا

كان فيه كل ماتبحث عنه المرأة من صفا ت: حب جارف عطاء وارف، حنان اهتمام بأصغر الصغائر و أبسط العواطف ،يتغاضى عن العيوب ويمدح الحسنات ... عكسا تاما لذلك الذي يربطها به قدس مقدس ...رجل متعجرف جامد كالحجر مادي حتى شويكات النخاع ،الغزل جف من زمن والمدح بذور تحللت و لم تنتش ...يكسر المشاعر و يحطم الأمل , يحبط الناجح و يضحك من الفاشل ....

ملت حياتها معه و ربما ماجعلها تضعه تحت المجهر هو تعرفها على ذلك الصديق المغاير فالشيء بضده يعرف ... وما زاد من طموحها وأغراها بالثورة و التمرد هو وعده بمساعدتها على الشهرة و تحقيق حلمها بأن تصبح ممثلة مشهورة ... طال بها التفكير وتتأجت أحلامها و أصبح التحقيق قاب قوسين أو أدنى ....أعدّت حقيبتها بما خف وزنه وزاد ثمنه وقررت أن تلتحق بالحب و تلبس تاج النجاح و الفرح ...قبّلت الطفلتين أحكمت إغلاق النوافذ وخرجت ،ما كادت تضع رجلها في أول السلم/ الهابط بها من أموماتها الصاعد بها نحو المجد / حتى عادت لتغطي الطفلتين فهما تتعريان كثيرا بالليل ، خرجت و ماكادت تفتح باب السيارة حتى خفق قلبها و عادت تجري، يالا الهول قد نسيت علبة دواء مسكن للصداع على طاولة المطبخ وقد تستيقظ إحدى البنتين قبل الأب و تلتهم الدواء بفضول طفوليٍّ نهمٍ ... هذه المرة ستخرج و لن تعود ثانية / بالأحرى ثالثة / فكل شيء على مايرام .... بدأت أولى خيوط الشمس تتلصص عبر شقوق النافذة لتشي له بما حدث ويكون لها شرف السبق الوشائيّ ،فرك عينيه و تحسس مكان رفيقة السرير ، ذهل كأن هاجسا ما أنبأه برحيلها /خوصا و أنها هته الأيام دائمة التهديد بالرحيل / ، و زاد ذهوله بباب الخزانة المفتوح والأدراج الخاوية على حطبها ،قفزمن مكانه و بدأ يبحث عنها كمن ضيّع بطاقة هويّته ...مصيبة ليست في المطبخ ، ولا الصالون، و لا الحمام ، ولا بالمكتب .... ولا ....ولا ....صعد الدرج جاريا نحو غرف الطابق الثاني فتح باب غرفة نوم الفتاتين وابتسم ابتسامة ذات مغزى لا يعلمه إلا هو ،كانت هناك نائمة تتوسط البنتين و تحكم حضنهما وعلى وجهيهما ابتسامتين ملائكيتن و على خدها دمعة أزلية .....
تاريخ الأضافة : 2016-09-26
الرجوع الى الصفحة الرئيسية