وكالة وجريدة بيت العرب الاخباريه الدولية .. المقالات .. انهيار معقل داعش الأخير

أسم الموقع : وكالة وجريدة بيت العرب الاخباريه الدولية

عنوان الصفحة
انهيار معقل داعش الأخير
محتوى الصفحة

بقلم: الكاتب يوسف رشيد حسين الزهيري

 بعد انجاز القوات العراقية البطلة صفحة خالدة في مرحلة التحرير الاولى لمدينة الموصل للجانب الجنوبي .تنطلق عملية عسكرية حاسمة من قبل القوات العراقية لتحرير الجانب الأيمن والتي سبقها هجوما جويا وصاروخيا ومدفعيا في قصفا عنيفا على الساحل الأيمن من الموصل، استهدف منصات صواريخ داعش في مناطق مختلفة، تمهيدا لبدء تقدم القوات وشن هجوما واسعا من عدة محاور.حيث بات اغلب افراد التنظيم الارهابي عالقين بين كماشة الهلاك والحصار المطبق من قبل قطعات القوات العراقية والحشد الشعبي المرابط على الجهة الغربية الحدودية الفاصلة بين الامتداد الداعشي لمدينة الرقة السورية .


حيث لم يتبقى خيارا لداعش سوى الموت حرقاً بالقصف الجوي والصاروخي ونيران القوات العراقية المتقدمة صوبه بكل قوة واقتدار أو من جراء التفجيرات الانتحارية التي ينتهجها تنظيم "الدولة الإسلامية" كوسيلة دفاع عن مناطق نفوذه داخل المناطق السكنية. والتي يسود بها الفقر والبؤس والبطالة المستشرية وهالة الخوف والرعب التي تعج تلك المناطق بسبب اساليب داعش القمعية ولجوءه الاخير الى التجنيد الالزامي للمدنيين بعد ان فقد كل خيارات ومقومات المواجهة ومواردها البشرية والمادية واللوجستية واستنفاذه القوة والدعم بسبب خسائره الفادحة على الجانب الايسر من مدينة الموصل ووفق ما أكده سكان هذه المناطق كاشفين عن عجز التنظيم على الحكم والإدارة والسيطرة بعد ان فقد اجزاء كبيرة من مناطق نفوذه وسيطرته وإن الواقع على الأرض يختلف اختلافاً عن الصورة التي ترسمها أالوسائل الاعلامية لتنظيم داعش حيث لا يزال يمارس الكذب في تصوير الأوضاع السائدة بمناطق سيطرته عبر ماكينته الإعلامية، طمعاً في استقطاب مقاتلين جدد إلا أن الحقيقة تظهر الوضع المزري الذي وصل إليه التنظيم في جميع المجالات. وعجزه الأخير امام التحديات الكبيرة التي يواجهها في سوريا والعراق وإلى جانب الخسائر والنكسات المتراكمة التي تعرض لها، يعاني التنظيم نقصاً هائلاً في عدد مقاتليه إضافة إلى فقدانه العديد من قادته. وانكسار معنويات افراده وفي غضون هذه الاحداث يعيش المدنيون في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة داعش معاناة شديدة بسبب القيود المفروضة والقوانين الجائرة والأحكام الضالة التي ينتهجها التنظيم في اساسيات فرض السيطرة الاجبارية على مجمل الحياة العامة عليهم وإن التنظيم يستخدم المدنيين في مدينة الموصل كدروع بشرية ويختبأ خلفهم لحماية مقاتليه، كما عمد إلى حفر أنفاق يلجأ إليها ليتقي بها الضربات الجوية. وتشير كل التقارير العسكرية والأمنية أن داعش نشرت عناصرها في منازل المدنيين وحولت العديد منها إلى مراكز عسكرية أو منازل لعائلات عناصرها وأمرائها كمقرات قيادة او لممارسات الفاحشة والبغاء وجرائم الاغتصاب القسري التي تصدرت جرائمهم الانسانية وباتوا حالياً يطالبون الضحايا من أصحاب هذه المنازل بدفع مبالغ مالية مقابل اخلائها . ان داعش اليوم يشعر بالضعف بعد ان تهاوت قدراته امام القوة العراقية الضاربة حيث بات اليوم يستخدم الهياكل والانفاق من سلسلة الفجوات التي أحدثت في المنازل القريبة من بعضها كانفاق يسمح للمقاتلين بالتنقل والاختباء. حيث لا تزال معظم مباني الاحياء السكنية التي في مرمى نيران المعارك تبدو مهجورة، إذ غادرها أصحابها إلى مخيمات اللاجئين أو المناطق المجاورة للمدينة مع بدء عملية تحرير الموصل من قبضة داعش، وحتى في القاطع الجنوبي للمدينة تعود بشكل حذر ملامح الحياة العادية إلى الحي تدريجيا. اماعلى الجانب الآخر من نهر دجلة مازال يعيش ما يقدر ب 700 ألف مدني تحت سيطرة داعش في الجزء الغربي من المدينة.وبعد ثلاثة أشهر مرهقة من القتال ضد مقاتلي داعش لطردهم تجاه مدينة الرقة السورية التي تعتقل معقل التنظيم، تضع القوات العراقية استراتيجياتها للمرحلة القادمة من المعركة ضد داعش والتي بدات بانتصارات سريعة على مستوى القرى المؤدية لمركز الساحل الايمن. وبما انه باتت مكشوفة استراتيجية داعش امام القوات العراقية من حيث اساليب القتال والمناورة والتكتيك ونصب الفخاخ والقناصة وقد تعلمت القوات العسكرية طرق التعامل وادارة المعركة واساليب التحرير للمناطق السكنية بمهنية عالية وسرعة حسم قوية وسريعة وهي مستعدة للمعركة الحالية وتحقيق عامل النصر رغم كل الصعوبات والتحديات السياسية او من الناحية الجغرافية، ستكون صعوبات أكبر، من حيث جغرافية الارض والكثافة السكانية وهناك شوارع ضيقة ومبان قديمة. تعرقل التقدم بوسائل الاليات العسكرية وستضطر للدخول في حرب عصابات بواقع سكاني وجغرافية خطرة . ومع ذلك إن معظم قوة داعش، والتي تعتمد في حربها على السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والمخابئ السرية للأسلحة، وكانت ترتكز قوتهم وتجهيزاتهم في الجزء الشرقي من المدينة. هذا يعني أنهم أقل تجهيزا للدفاع عن جبهاتهم في الجزء الغربي. بعد ان فقدوا الجانب الايمن من المدينة الذي سخر التنظيم كل قدراته وموارده في الدفاع عنه وفقدوا العديد من قادتهم الأساسيين، امام القوات العراقية ورايات انتصاراتهم التي تعلو اليوم فوق كل حي يحرر وفوق كل بيت يتحرر .وزقزقة الطيور وأشعة الشمس تخترق نوافذ البيوت والذي كان يوما مخزنا لكميات كبيرة من أسلحة داعش ومقرا لقناصته، وأطفال يلعبون بمخلفات المعارك التي دارت هنا وهناك من هياكل السيارات وغيرها. فالأمل يعود للحياة لتلك المدينة التي عانت القهر والظلم والاستبداد والغطرسة الداعشية وان عملية استعادة الجانب الغربي من مدينة الموصل الجارية والتي يتوقع أن تكون الأكثر شراسة في إطار المواجهات التي بدأت منذ أربعة أشهر لاستعادة ثاني المدن العراقية وآخر أكبر معاقل الجهاديين في البلاد.وتمكنت القوات العراقية بسرعة من استعادة خمس قرى جنوب الموصل، وتتطلع للوصول إلى مطار الموصل، ما يشكل مرحلة جديدة في أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات. ولطرد اخر داعشي من ارض العراق التي دنستها قوى الارهاب الظلامي ..

تاريخ الأضافة : 2017-02-21
الرجوع الى الصفحة الرئيسية