وكالة وجريدة بيت العرب الاخباريه الدولية .. المقالات .. الحقيقة أثمن من الذهب

أسم الموقع : وكالة وجريدة بيت العرب الاخباريه الدولية

عنوان الصفحة
الحقيقة أثمن من الذهب
محتوى الصفحة

بقلم : اللواء الركن حامد مهدي الزهيري

 عرفته معلما برتبة نقيب وآمراً لسرية قتيبة بن مسلم الباهلي الدورة (72) حينما كنت أنا طالباً ورئيس عرفاء اقدم على تلك الدورة وحينما خالف احد طلاب سريته مخالفة في التعداد المسائي قمت بتقديم الطالب له وكان متواجداً في التعداد آنذاك لتكون أولى خطوات التواصل بيننا حيث يتعامل الطالب الأقدم مع كل الضباط بحرية وفق حدود المنصب وتفاوت المسميات, 


ثم تبدء الخطوة الثانية بالتواصل والتعامل حينما عملنا سوية ولسنوات طوال كضباط معلمين في الكلية العسكرية جمعتنا الساعات والأيام الصعاب وفرقتنا التنقلات بين السرايا والأفواج لكي نلتقي مرة أخرى في أحد الأفواج قبل ان يتعرض لحادث كاد ان يؤدي بحياته ويغيبه عن هذه الدنيا (لا سامح الله) لولا رحمة من ربك قد سبقت .. كان طيلة تلك السنوات كما هو معلماً قديراً وشديداً حازماً مخيفاً بصوته ولكنه لم يكن سوى إنساناً مربياً مطعما بكل معاني الإنسانية تعلمنا منه الكثير كما تعلمنا من صفوة معلمينا وحضي بمكانة عالية في قلوب ونفوس طلابه ومحبيه من الضباط وضباط الصف. لم أراه إلا بعد عام 2003 حينما سقطت بغداد فزرناه في بيته للسلام عليه وبصحبة العميد الركن آنذاك عباس محمد فزع والمعلم فارس عبد النبي وأنا فاستقبلنا برحابة صدر لا يخلو حديثه من دعابه لكي نفترق من جديد بعد تجدد الاحداث وتصاعد الظروف وصعوبة التنقل خشية الاغتيالات. في عام 2007 يعود بنا المكان الى قيادة قوات مكافحة الإرهاب لكي نعمل سوية ويكون سيادته مسؤولاً عن التدريب في هذه القيادة الشجاعة لكي يترجم ويكرس علمه وعمله في رفع مستوى التدريب لمنتسبيها الأبطال معتمداً على خبرته وكفاءته التي أكتسبها من مسيرة حياته التدريبية ولكي يرتقي بهذا التدريب الى أعلى مستوياته أنه سيادة وزير الدفاع عرفان محمود الحيالي المحترم. غادرت قيادة قوات مكافحة الأرهاب في عام 2009 لكي أعمل بمناصب الميدان متسلسلاً بتلك المناصب حيث لم يكن السيد وزير الدفاع المحترم منقطعاً بها عني أو عن تلاميذه وأخوته في السلاح فلا يكاد يخلو أسبوعاً دون سماع صوته وسؤاله عنا وأزداد سؤاله عند استلامي لمنصب عميد الكلية العسكرية حيث يبدء بالسلام فقط ثم يسأل عن مصنع الأبطال ويسأل عن الضباط بالرتبة والأسم !! كان يناقشني بكثير من أمور الكلية ثم يعطيني حلاً لبعض ما أجهل معبراً عن مدى حبه وتعلقه بهذه المؤسسة العظيمة حتى جاءها زائراً قبل سنة وتمشى في أروقتها وكان يقول هنا كان كذا وهناك كان كذا واني لأرى دمعة في عينه كان يحبسها دمعة حنين لذكريات السنين التي أمتدت الى (10) اعوام خدم بها كمعلم كبير في مصنع الأبطال . اليوم وسيادته يستلم منصب وزير الدفاع لجيش باسل عظيم لكي يكون أول معلم في الكلية العسكرية يستلم هذا المنصب ليضاف الى سجل مصنع الأبطال تأريخاً آخراً مشرفاً مفاده أن الكلية العسكرية باقية لن يموت تأريخها ولن يمحو الزمان ذكر رجالها. تحية إليك سيدي ومعلمي المحترم من كل منتسبي الكلية العسكرية (مصنع الرجال) تحية اليك من كل شبر في هذا الصرح العظيم فسيادتكم لا زلت معلماً قبل ان تكون وزيرا .

تاريخ الأضافة : 2017-03-27
الرجوع الى الصفحة الرئيسية