وكالة وجريدة بيت العرب الاخباريه الدولية Alsco Software
netoops blog
الأحصائيات
عدد زوار الحالي:33
عدد زوار اليوم:119
عدد زوار الشهر:68208
عدد زوار السنة:68208
عدد الزوار الأجمالي:68208
القائمة الرئيسية
 هل انت مع تولي السوداني رئاسة الحكومة لولاية ثانية
نعم
لا



النتائــج
المزيد من الأستفتائات

عدد المصوتين: 49

البريد الالكتروني


شرعية الاختلاف في زمن الاستنساخ

كتب رياض الفرطوسي
 في مجتمعات تُكرّس التطابق الفكري وترفض كل صوت مختلف، يواجه المثقف النقدي تحدياً مزدوجاً: تحدي مواجهة السلطة الاجتماعية التي تخشى التغيير، وتحدي تقديم خطاب فكري جديد في زمن تُصادر فيه شرعية الاختلاف. السؤال الذي طرحه أنطونيو غرامشي: "ما المشكلة لو كنت مختلفاً؟" يلخص جوهر الصراع. في بيئة ترى الاختلاف تهديداً، يصبح دور المثقف النقدي محفوفاً بالمخاطر، إذ لا يُسمح له أن يكون منتجاً للأفكار بل يُراد له أن يكون نسخة من الأغلبية، تكراراً للآخرين. إن السلطة الاجتماعية في مجتمعاتنا لا تكتفي بتحديد السلوكيات المقبولة، بل تسعى لتطويع المثقف ذاته ليكون جزءاً من قوالبها الجامدة. المثقف الذي يُنتظر منه أن يُحرّك الساكن، ويُثير الأسئلة، يُقابَل بالرفض إن تجاوز المألوف أو انتقد السائد. لكن هذا التكرار لا يُنتج سوى السكون، فيما الدور الحقيقي للمثقف هو خلق حركة فكرية تتحدى الأنماط التقليدية. كما تساءل حنا مينة بحدة: "لو كان المثقف متطابقاً مع الجميع، لماذا لا يكون بائع بسطة؟". إن قبول الاختلاف ليس رفاهية فكرية، بل ضرورة لتطور أي مجتمع. هذا ما أكده المفكر علي أومليل في كتابه "شرعية الاختلاف". الحوار، وفقاً له، لا يعني التوافق التام، بل احترام تعددية الأفكار كوسيلة لإثراء الفكر. لكن في بيئة تُقدّس الاستنساخ، يتحول الاختلاف إلى تهمة. وهنا يبرز دور التربية في تعزيز ثقافة الحوار. فالأنظمة التعليمية لدينا غالباً ما تُنتج التكرار بدل الإبداع، مما يعمق أزمة التفكير النقدي ويزيد من هيمنة السلطة الاجتماعية على العقول.  في واقع يسيطر عليه التجهيل، يبدو المثقف المختلف كصوت نادر في مواجهة تيار الاستنساخ الفكري. دوره لا يقتصر على النقد، بل يمتد إلى إعادة ترتيب الفوضى الفكرية، وطرح بدائل تُعيد تعريف علاقتنا بالواقع. هذا المثقف هو "الصوت الأخير"، كما وصفته الأفكار المطروحة، يكتب في لحظات التحدي، محاولًا كنس غبار الجهل والتكرار، وإعادة بناء الأمل. المجتمعات لا تزدهر إلا بقبول شرعية الاختلاف. المثقف المختلف ليس مجرد ناقد، بل هو ركيزة أساسية لبناء وعي جماعي قادر على التغيير. ورغم هيمنة سلطة التكرار، تبقى أصوات هؤلاء المثقفين شموعاً تُضيء الطريق في عتمة الجمود الفكري. إن التحدي الحقيقي ليس في بقاء المثقف أو غيابه، بل في استمرار رسالته: أن نتأمل معاً في قوارب النجاة، لا خوفاً من الغرق، بل أملًا في رسم ملامح جديدة للمستقبل.

أرسلت بواسطة: أدارة الموقع | التاريخ: 25-01-2025 | الوقـت: 01:17:54 مساءا |

المواضيع المرتبطة بهذا المقال

2025-02-19 - د.عادل الشناوي استشاري الصدرية بمستشفيات الحمادي يكشف عن: الأمراض التي تنتشر عند التقلبات الجوية وتصيب الجهاز التنفسي
2025-02-19 - أمير الشرقية يستقبل مدير شرطة المنطقة ويهنئ مدير المرور بمناسبة تعيينه
2025-02-19 - السيد حسن نصرالله: القيادة التاريخية والإلهام المستمر للثورة
2025-02-19 - أمير الشرقية يستقبل الفائز بجائزة [ شلفا ) ولي العهد
2025-02-19 - مركز المهارات الفنية بتجمع الأحساء الصحي يحصل على اعتماد دولي مستقل من جمعية القلب الأمريكية
2025-02-19 - الدكتور الشكري... التوقعات النظرية والحسابية وإمكانية رؤية هلال شهر رمضان لسنة 1446 هـ
2025-02-19 - "الفجيرة الاجتماعية الثقافية" تنظم مسابقة القرآن الكريم للأيتام وأصحاب الهمم
2025-02-19 - جمعية أدباء الأحساء وترجمة الشعر العربي تحديات وحلول
2025-02-19 - سمو نائب أمير الشرقية يستقبل الفائز بجائزة (شلفا ) ولي العهد
2025-02-19 - قيود الحقد وحرية التسامح
التصويت على المقال

المعدل: المعدل: 0عدد المصوتين:0

_EXCELLENT _VERYGOOD _GOOD _REGULAR _BAD
التعليقات
اسمك الشخصي:
أضافة تعليق:
الكود الأمني:



Share
البحث في المحتويات
التقويم

صفحة جديدة 1