الأحصائيات |
عدد زوار الحالي:30 عدد زوار اليوم:276 عدد زوار الشهر:67267 عدد زوار السنة:302893 عدد الزوار الأجمالي:302893
|
البريد الالكتروني |

|
|
من لا اخلاق له لا دين له |
في الواقع قد يكون هذا العنوان من العناويم المثيرة او قد يلوكه البعض لوك العلك ويعتبره من البديهيات ولكنه لم يدرك الإرتباط والعلاقة بين الدين والسلوكيات الخاصة والعامة للفرد . ولكن لا بد له من معرفة المراد من الدين ومما وكيف يتشكل ويتكون هذا الدين . فالدين كبفما حاول الإنسان ان يقدم من إجابات فإنها جميعها تنتهي إلى معنى وحقيقة واحدة وهي ( الجزاء ) وقالوا في مصطلحات الحداثة ( بالثواب والعقاب ) وهذا مسلم به إلا ان المختلف فيه كيف أكون متدينا ؟ وهذا يعني كيف اكون متخلقا وكيف اتصرف بهذه الأخلاق وهذا هو الأهم فالدين بناء متينا وقويا ومنضبطا بضوابط عقلية بديهية ترتقي بالشخص إلى مرتبة الإعتقاد واليقين . لهذا البناء قواعد يرتكز عليها اتفق على تسميتها بأصول الدين حيث يتبع هذه الاصول فروعا . فما هي تلك الاصول لنبني عليها معتقادتنا فعندما نقول نعتقد بأنه لا إله إلا الله يأتي من يسأل وكيف عرفت انه لا إله إلا الله ؟ وهو سؤال مشروع وفي محله . بل قد يسأل ما دليلك على ان هنالك إله ؟ وهذا ايضا سؤال مشروع . وهنالك تساؤلات كثيرة منها من يتحفظ عليها ومنها من يتطرح . في
هذا الواقع المتطور والذي وصلت قدرات الإنسان إلى مستويات عالية في
التصنيع والتكنلوجيا والألكترونيات وعلوم النانو والطاقة وغيرها يصبح
لازاما على العلماء الربانيين تطوير المفاهيم والطرق والاساليب التي تقدم
للناس من جهة التبليغ الديني وتربط الظفاهيم الروحية بالروح والوجدان
الإنساني وإلا فالعالم سيتجه إلى التوحش والقتل وإفناء بعضه بعضا . بعد ان مررنا على معنى الدين نطرح السؤال التالي - هل الدين حاجة ام هو ضرورة ام انه حاجة وضرورة معا ولماذا ؟ بعد
ان قلنا ان الدين كيف ما كان بالنتيجة هو الجزاء - وحيث ان الجزاء يقتضي
العدل وحيث ان العدل على نحوين عدل بشري ارضي وهو عدل خاضع للنسبية . -
وعدل إلاهي سماوي مطلق لا تتخلله النسبية ولا يتحقق إلا بالله وفي يوم
الله وبمحكمة الله . يصبح الدين حاجة وضرورة لازمة كنيويا واخرويا .
دنيويا يضبط الدنياويين واخرويا يضبط كل حركة في المجتمعات على تعددها
ويوبطا اخلاقيا وعقديا وروحيا . الان يمكن ان نقدم اصول الدين للناس بشكل حداثي يتناسب مع لغة العصر على قاعدة ( وشهد شاهد من اهلها ) . اصول الدين بل ما هي اصول . فالأصل هو ما يبتنى عليه او قل الذي تأصلت عليه الاصول الملحقة به فإنها على قدر وثيق من الترابط والتماسك فيما بينها . فاصل الأصول ومبتنى الأصول هو التوحيد المتمثل بمقوله لا إله إلا الله نفي وإثبات نفي تعدد الألهة وإثبات واحدانيته تعالى . هنا
نتساءل هو ما ينفعه او ما يضره إن اثبتنا أو نفينا ؟ لو كان قيامه متوقف
على الإثبات او النفي فيعني انه لا يستحق ان يكون إلها لضرورة تعلق وجوده
بنا وعليه هو تعالى واجب الوجود اي انه واجب الوجد بذاته لذاته اي انه -
قائم بذاته لذاته - هذا
القيام بالذات يحتاج إلى ابحاث وامتلاك علوم تتناسب مع المطلب حتى يتم
استيعاب معنى التوحيد فالقول العام المتمثل بلا إله إلا الله فهذا القول
يحتاج إلى تصديق وفي طريق الإنسان لعملية التصديق تنفتح لك ابواب وعناوين
بحثية كبرى هل هو توحيد عددي ام انه توحيد أحادي والعلاقة بينهما وهنا لا
بد من ضوابط بالاحرى ضابطة اساسية وضعها الموحد الاكمل رسول الله صلى الله
عليه واله والتي بينها امير المؤنين عليه السلام بالقاعدة التالية ( ما
وحده من كيفه ) إذا ما هو الكيف . الكيف هو الحال والوضع والصفة وهي تنقسم إلى قسمين -
الكيفية الذهنية اي كل كيف يمكن ان يتصوره الذهن فهذا الكيف مهما وصل في
رقيه ومقاماته فليس هو الله وهو ارفع من ذلك لا تحويه الفكر ولو حوته الفكر
لكان ذا كيفية محتاجة وناقصة . والكيف
الثاني هو الكيف الخارجي اي استفادة الكيف الخارجي الإيجادي من الكيف
الذهني وكيف للذهن ان يكيف الكيف دون الإستفادة من الكيفيات الخارجية في كلا الكيفين لابد من له من الأحتياج والمفترض انه غني غير محتاج ، وهذا خلف . اي خلاف المطلوب ! . إذا ما حاكية تلك الاسماء والصفات التي يصف الله بها ؟ فالصفة لها وجهين . الاول إما انت تكون الصفة عين الموصوف . والثاني ان تكون الصفة ذائدة على الموصوف وعليه فالصفة غير الموصوف وهي زائدة
عليه . بالتالي الموصوف غير الصفة . وكل منهما غير الاخر يعني انهما شيئا .
والشيء بحد ذاته مركب والمركب محتاج إلى اجزائه . فالانسان كائن مركب ويتصف بالأضاد . بالصدق والكذب والجمال والبشاعة وهكذا فهل مثل هذه الصفة تليق بالباري ؟ أكيد لا . وكذلك الحياة والموت وباقي الصفات . إن كل صفة تمتاز عن صفة ولا تجتمع كلها في موصوف واحد إذا كيف يتصف الله تعالى بها جميعا وهذا ضرب أخر في طريق معرفة التوحيد . فالصفات تحمل معانيها ومعاني اضادها ، وهذا لا يليق بالباري عز عزه . وهنا
لا بد من سلب الصفات السلبية عنه تعالى لتكون كلها صفات ثبوتية مع تعددها
بالنسبة للباري تعالى فهو حي لا يموت وعالم لا يجهل وجمال لا بشاعة له وهو
غني لا يفتقر وكريم لا يبخل وصولا إلى نتيجة نهائية وهي ان صفاته عين
ذاته . إن
ما نطلق عليه من الصفات فهي من جهتنا فعندما رأينا الخلق أدركنا انه خالق
فقلنا انه خالق وهي ما نعبر عنها بالصفات الأفعالية اي وصفنا فعل الفعل
والفعل مهما رقي وعلا شانه فهو محدث والمحدث غير من احدثه ، وهكذا باقي
الصفات . هذه
المسيرة المعرفية هي تلزم صاحبها بنظم اخلاقية لا سبيل للوصول إلا من
خلالها وهي الأخلاق التي يتخلق بها الموحد ، ودونها لا يصنف من الأخلاق بل
على العكس . الأخلاق المعرفية تنسحب على الاخلاق العامة السلوكية . وحيث
ان صفاته عين ذاته وحيث ان ذاته جامعة لكل الصفات الثبوتية والكمالية
والجلالية فالعدل صفة كمالية له تعالى فهو العدل الذي لا يجور . وكذلك
النبوة وحتمية معصوميتها والحفاظ عليها بالمعصومية وعلى هذا تكون حتمية
العصمة على حامل النبوة وعلى حامل مسؤلية الحفاظ عليها وهم أوصياء النبياء
تمهيدا للجزاء العادل . الموحد الحق هو الحامل لخصائص الاخلاق فهو يتعامل بالاخلاق بها مع الخالق بتلك الخصائص يتعامل بها مع الخلق . الشيخ محمد علي درويش
أرسلت بواسطة: أدارة الموقع | التاريخ: 25-03-2025 | الوقـت: 12:25:50 صباحا |
|
المواضيع المرتبطة بهذا المقال
|
|
التصويت على المقال
المعدل: |  | عدد المصوتين: | 0 |
|
|
|
|