لك الشموخ يا عراق بين العرب
بماض مجيد ومستقبل العجب
قدوة كنت في كل العلوم والأدب
وكنز أنت أصيل من الماس والذهب
لا يفنى أبدا هبة وعطاء من الوهاب
تجرعت المر والمحن طوال الدرب
وتخطت عزيمتك الموانع بالكياسة واللب
وسابقت الزمن نحو النجوم و الشهب
تنير الطريق لكل من الفرد و السرب ليسير بتؤدة نحو الهدف الصائب
فلا عاش من أهان منكم المهيد والشيب
ولا ثكلت أرضكم من عزم الشباب
شجعان الزمان في السلم والحرب
يركبون صهوة المخاطر يتحدون الكرب
غير مبالين بالنباح وعويل الذئاب
زئيرهم يملأ الفضاء ويسبي الرقاب
والكرم في حضرتهم يضجع ويطيب
في الرخاء هم شفاء كوصفة طبيب
وعند النائبات تجدهم كواسر لكل خطب
جد فيهم الجد والمجد الأكيد المرتقب
وحازوا كل فضل وكسب الرهان واللقب
وبالمرصاد يواجهون كل من يتثعلب
كسبوا النهى وقادوا السفن والمراكب
بين عواتي الأمواج دون خوف أو رعب
هيهات لمن أثار في نفسهم الغضب
أو حاول استصغار أهلهم أو يريب
فمصيره جني ثمار الموقف الرعيب
حيث لا ينفعه الندم ولا البكاء والنحيب
لأنهم سيمطرونه بشآبيب الغضب
كطير أبابيل حين أرسلها الحسيب
فأحالت الظالم إلى عصف مأكول رهيب
أمض يا عراق أيها البلد الحبيب
وابن مجدك بسواعد لا تكل أو تخيب
فالنصر للحق ولَك من هذا نصيب
دعاؤنا لك بالخير فهو فيك يستطيب
والله سبحانه للدعاء سميع ومجيب
د. عبد اللطيف سيفيا
أرسلت بواسطة: أدارة الموقع | التاريخ: 11-03-2020 | الوقـت: 08:37:14 مساءا |
|